التشبه بالكافرين
عبد الله الشرقاوي
الخطبة الأولى
أما بعد:
عباد الله: خير ما أوصيكم به ونفسي تقوى الله - عز وجل -، و من التقوى الاقتداء بالسلف الصالح من هذه الأمة ونعني بالسلف الصالح رسول الله وصحابته والتابعين لهم بإحسان فبذلك يسلم لنا ديننا، وتطهر حياتنا ويسود الأمن والاطمئنان سائر المجتمع الإسلامي قال - تعالى -: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
أيها الأخوة والأخوات في الإسلام: نلتقي اليوم كعادتنا كل يوم جمعة لنتناصح فيما بيننا، فلا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير فيهم إذا لم يقبلوا النصيحة، ومن النصائح الأكيدة التي يجب أن يذكر بها بعضنا بعضا أن الله - تعالى -نهى المسلمين عن اتباع الكافرين وتقليدهم في أخلاقهم وعاداتهم واحتفالاتهم لأن من تشبه بقوم فهو منهم، ولأن القدوة المثالية لكل مسلم ومسلمة هو رسول الله وأصحابه وأزواجه قال - تعالى -: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".
واليوم أيها المسلمون نستعرض النتائج السلبية التي نتجت عن تقليد الكافرين والمشركين، وكيف جنت هذه النتائج على الأمة الإسلامية أسباب التأخر والانحطاط، ولكن وقبل ذلك نذكر مسألة تتعلق بهذا الموضوع وهي أن المذموم من التشبه بالكفار هو ما يكون بسببه اندثار الدين والقضاء على الشريعة وفساد الأخلاق وما يتعارض مع أحكام الإسلام، وأما ما لم يكن كذلك فليس بمذموم ولا يمنع الشارع منه كالمشاريع التي تعود بالخير والفائدة على الإسلام والمسلمين في المجال الصناعي والتكنولوجي والخبرات المهنية، إنه يجب التنبيه أن الأوربيين من المسيحيين والكافرين لا يقدمون مساعدة للمسلمين إلا أخذوا أضعافها من خيرات البلاد، سواء كانت هذه الخيرات في المجال المادي أو البشري.
ومما يدل على أن الإسلام لا يقف موقف المعارض الرافض للأخذ بتقدم الحياة أن النبي أخذ برأي سلمان الفارسي في غزوة الأحزاب لما أخبره سلمان أن الفرس يتحصنون في حروبهم بالخندق، لأن الحرب خدعة، والاستعانة على العدو بشتى الوسائل مطلوب لقوله - تعالى -: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" كما ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة غير العربية ليكون ترجماناً له، وصح أنه اتخذ الخاتم لما قيل له: أن الملوك لا يقبلون كتاباً إلا إذا كان مختوماً، لهذا كان الانتفاع بالمخترعات الحديثة لا دخل له في التشبه المحرم شرعاً.
ويزعم كثير من الناس أن التقدم والرقي لا يكونان إلا بالتشبه بالكفار واقتفاء آثارهم، بينما التقدم الحقيقي يكون بالعلم والجهاد والعمل وإنفاق المال وتسخير الطاقات المادية والبشرية نحو الصالح العام، والدليل على ذلك أن اليهود أنفقوا الأموال الطائلة وضحوا بالتضحيات الغالية في سبيل أرض فلسطين وربحوا المعركة هناك، بينما بخل المسلمون بأموالهم في سبيل الجهاد وصرفوها في الخمور والفجور فخسروا المعركة، ولن تحرر فلسطين إلا بالجهاد، والجهاد يكون بالأموال والنفس: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.
أيها المسلمون: قال الأمير شكيب أرسلان - رحمه الله - في كتابه القيم: (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم) يقول: أضاع الإسلام جاحد وجامد، أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين ويجردهم من جميع مقوماتهم ويحملهم على إنكار ماضيهم، ويجعلهم أشبه بالجزئ الكيماوي الذي يدخل في تركيب جسم آخر فيذوب فيه ثم يقول: قوم يعتصمون بدينهم ومقوماتهم الموروثة ولا ينبذون بهذه بحلاوة الألقاب إلى المسلمين، فإذا دعاهم داع إلى الاستمساك بقرآنهم وعقيدتهم ومقوماتهم وباللسان العربي وآدابه والحياة الإسلامية قامت قيامة الذين في قلوبهم مرض وصاحوا لتسقط الرجعية وقالوا: كيف تريدون الرقي وأنتم متمسكون بأوضاع بالية قديمة من القرون الوسطى، ونحن في عصر جديد.
وجميع هؤلاء الخلائق تعلموا وتقدموا وطاروا في السماء، والمسيحي منهم باق على إنجيله وتقاليده واليهودي باق على توراته وتلموده، والياباني باق على وثنيته، وهذا المسلم المسكين يستحيل أن يترقى إلا إذا رمى قرآنه وعقيدته....ولباسه وفراشه وطعامه وشرابه وأدبه وانفصل من كل تاريخه، فإن لم يفعل فلا حظ له من الرقي.
فهذا أيها المسلمون كلام الباقين الذين عرفوا الإسلام وعرفوا الحضارة الغربية الزائفة أتيت به دليلاً على ما في التشبه بالكفار والمشركين من المفاسد الدينية والدنيوية وعليكم أيها المسلمون جميعاً إبطال قول من يقول أن التشبه باب التقدم ومفتاح الرقي وأساس المدنية ومعراج الحضارة وصدق الله العظيم إذ يقول: ايبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً.
عباد الله: أذكر باختصار مفاسد التشبه بالمشركين وأضرار ذلك، وهي كثيرة جداً أذكر منها:
1- الشك في عقائد الدين وعدم الاطمئنان إلى ما بشر به القرآن الكريم. فلا تكاد تجد متشبهاً بالكفار يؤمن بالقرآن إيماناً صحيحاً كما يؤمن به المؤمنون ويعتقد ما يعتقده المسلمون.
ومنهم من يطعن في القرآن بدعوى البحث العلمي وأنه لا صلة لذلك بالاعتقاد ومنهم من ينكر البعث والنشور، ومنهم من ينكر نبوة رسول الله، ومنهم من ينكر أشراط الساعة والملائكة والجن، ولا يعبأ بنصوص الشريعة، والمنافقون منهم يستترون تحت شعار التأويل الذي هو في الحقيقة تلاعب وتكذيب، وقد أعجبتهم كتب المعتزلة في هذا الصدد فسعوا في نشرها وطبعها لأنهم وجدوا فيها ما يهدم حيث اعتمدوا مع الفلسفة اليونانية وجعلوها في وجه القرآن والسنة.
2- المجاهرة بالطعن في الدين وانتقاص عقائده والاعتراض على شرائعه في المجالس والمدارس والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى من صحف وإذاعة وتلفزة، وهاهم يعترضون على الأحكام المتعلقة بالمرأة من ميراث وطلاق وزواج يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية
أما بعد:
عباد الله: ومن المفاسد التي جناها علينا تقليد الكفار والمشركين:
3- حرية الأديان والأخلاق. فأصبح بعض الناس يرى أنه حر في نفسه يفعل ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويتدين بالدين الذي يشاء، الأمر الذي ضاع به الدين وفسدت الأخلاق وانتشرت الفوضى، ويحتجون بآيات من القرآن الكريم لا يصح الاحتجاج بها مثل لا إكراه في الدين. ومعناها الصحيح أنه لا يكره أحد ذو دين على مفارقة دينه، أما مفارقة المسلم لدينه والمجاهرة بالطعن فيه بين المسلمين وبلادهم فليس ذلك بحرية، ولكنه وحشية واعتداء على الإسلام والمسلمين بمقر دارهم قال: ((من بدل دينه فاقتلوه)).
4- تضييع الفرائض واستحلال المحرمات والتجاهر بالمنكرات، فالأمة الإسلامية أصبحت كالدول الأوربية في كل شيء، لا وجود لإقامة الصلاة في دوائرها، وتغشى المجاهرة بالمعاصي من ربا وخمر وزنا وتبرج واختلاط وسب الدين والملة بدون حياء ولا وجل ولا خوف. ولا خجل لا من الله ولا من الناس.
5- قصر الإيمان على القلب.
6- التركيز على إفساد المرأة وإخراجها من بيتها للتعليم ثم لغيره ومشاركة الرجل في أعماله الخارجية ولو كان هذا العمل لا يتلاءم مع أنوثتها فتشتت بذلك شمل الأسرة المسلمة وانتشر البغاء حتى أصبحنا نسمع عن الفتيات اللواتي يحملن وهن مازلن في الثانوية أو الجامعة.
كل هذا أيها المسلمون سببه تشبه من يدعون الإسلام بالكفار تحت شعار الحرية وحقوق الإنسان.
فاتقوا الله عباد الله واقتدوا بالصالحين وتشبهوا برسول الله وبحبه تفوزوا برضى رب العالمين. قال رسول الله: ((لن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان)) وروى الطبراني عن ابن عمر قال: قال رسول الله: ((يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين)).
اللهم حبب إلينا سنة رسوله والاقتداء بالسلف الصالح وأحينا على هديهم وأمتنا على ملتهم يا أرحم الراحمين
عبد الله الشرقاوي
الخطبة الأولى
أما بعد:
عباد الله: خير ما أوصيكم به ونفسي تقوى الله - عز وجل -، و من التقوى الاقتداء بالسلف الصالح من هذه الأمة ونعني بالسلف الصالح رسول الله وصحابته والتابعين لهم بإحسان فبذلك يسلم لنا ديننا، وتطهر حياتنا ويسود الأمن والاطمئنان سائر المجتمع الإسلامي قال - تعالى -: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
أيها الأخوة والأخوات في الإسلام: نلتقي اليوم كعادتنا كل يوم جمعة لنتناصح فيما بيننا، فلا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير فيهم إذا لم يقبلوا النصيحة، ومن النصائح الأكيدة التي يجب أن يذكر بها بعضنا بعضا أن الله - تعالى -نهى المسلمين عن اتباع الكافرين وتقليدهم في أخلاقهم وعاداتهم واحتفالاتهم لأن من تشبه بقوم فهو منهم، ولأن القدوة المثالية لكل مسلم ومسلمة هو رسول الله وأصحابه وأزواجه قال - تعالى -: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".
واليوم أيها المسلمون نستعرض النتائج السلبية التي نتجت عن تقليد الكافرين والمشركين، وكيف جنت هذه النتائج على الأمة الإسلامية أسباب التأخر والانحطاط، ولكن وقبل ذلك نذكر مسألة تتعلق بهذا الموضوع وهي أن المذموم من التشبه بالكفار هو ما يكون بسببه اندثار الدين والقضاء على الشريعة وفساد الأخلاق وما يتعارض مع أحكام الإسلام، وأما ما لم يكن كذلك فليس بمذموم ولا يمنع الشارع منه كالمشاريع التي تعود بالخير والفائدة على الإسلام والمسلمين في المجال الصناعي والتكنولوجي والخبرات المهنية، إنه يجب التنبيه أن الأوربيين من المسيحيين والكافرين لا يقدمون مساعدة للمسلمين إلا أخذوا أضعافها من خيرات البلاد، سواء كانت هذه الخيرات في المجال المادي أو البشري.
ومما يدل على أن الإسلام لا يقف موقف المعارض الرافض للأخذ بتقدم الحياة أن النبي أخذ برأي سلمان الفارسي في غزوة الأحزاب لما أخبره سلمان أن الفرس يتحصنون في حروبهم بالخندق، لأن الحرب خدعة، والاستعانة على العدو بشتى الوسائل مطلوب لقوله - تعالى -: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" كما ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة غير العربية ليكون ترجماناً له، وصح أنه اتخذ الخاتم لما قيل له: أن الملوك لا يقبلون كتاباً إلا إذا كان مختوماً، لهذا كان الانتفاع بالمخترعات الحديثة لا دخل له في التشبه المحرم شرعاً.
ويزعم كثير من الناس أن التقدم والرقي لا يكونان إلا بالتشبه بالكفار واقتفاء آثارهم، بينما التقدم الحقيقي يكون بالعلم والجهاد والعمل وإنفاق المال وتسخير الطاقات المادية والبشرية نحو الصالح العام، والدليل على ذلك أن اليهود أنفقوا الأموال الطائلة وضحوا بالتضحيات الغالية في سبيل أرض فلسطين وربحوا المعركة هناك، بينما بخل المسلمون بأموالهم في سبيل الجهاد وصرفوها في الخمور والفجور فخسروا المعركة، ولن تحرر فلسطين إلا بالجهاد، والجهاد يكون بالأموال والنفس: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.
أيها المسلمون: قال الأمير شكيب أرسلان - رحمه الله - في كتابه القيم: (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم) يقول: أضاع الإسلام جاحد وجامد، أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين ويجردهم من جميع مقوماتهم ويحملهم على إنكار ماضيهم، ويجعلهم أشبه بالجزئ الكيماوي الذي يدخل في تركيب جسم آخر فيذوب فيه ثم يقول: قوم يعتصمون بدينهم ومقوماتهم الموروثة ولا ينبذون بهذه بحلاوة الألقاب إلى المسلمين، فإذا دعاهم داع إلى الاستمساك بقرآنهم وعقيدتهم ومقوماتهم وباللسان العربي وآدابه والحياة الإسلامية قامت قيامة الذين في قلوبهم مرض وصاحوا لتسقط الرجعية وقالوا: كيف تريدون الرقي وأنتم متمسكون بأوضاع بالية قديمة من القرون الوسطى، ونحن في عصر جديد.
وجميع هؤلاء الخلائق تعلموا وتقدموا وطاروا في السماء، والمسيحي منهم باق على إنجيله وتقاليده واليهودي باق على توراته وتلموده، والياباني باق على وثنيته، وهذا المسلم المسكين يستحيل أن يترقى إلا إذا رمى قرآنه وعقيدته....ولباسه وفراشه وطعامه وشرابه وأدبه وانفصل من كل تاريخه، فإن لم يفعل فلا حظ له من الرقي.
فهذا أيها المسلمون كلام الباقين الذين عرفوا الإسلام وعرفوا الحضارة الغربية الزائفة أتيت به دليلاً على ما في التشبه بالكفار والمشركين من المفاسد الدينية والدنيوية وعليكم أيها المسلمون جميعاً إبطال قول من يقول أن التشبه باب التقدم ومفتاح الرقي وأساس المدنية ومعراج الحضارة وصدق الله العظيم إذ يقول: ايبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً.
عباد الله: أذكر باختصار مفاسد التشبه بالمشركين وأضرار ذلك، وهي كثيرة جداً أذكر منها:
1- الشك في عقائد الدين وعدم الاطمئنان إلى ما بشر به القرآن الكريم. فلا تكاد تجد متشبهاً بالكفار يؤمن بالقرآن إيماناً صحيحاً كما يؤمن به المؤمنون ويعتقد ما يعتقده المسلمون.
ومنهم من يطعن في القرآن بدعوى البحث العلمي وأنه لا صلة لذلك بالاعتقاد ومنهم من ينكر البعث والنشور، ومنهم من ينكر نبوة رسول الله، ومنهم من ينكر أشراط الساعة والملائكة والجن، ولا يعبأ بنصوص الشريعة، والمنافقون منهم يستترون تحت شعار التأويل الذي هو في الحقيقة تلاعب وتكذيب، وقد أعجبتهم كتب المعتزلة في هذا الصدد فسعوا في نشرها وطبعها لأنهم وجدوا فيها ما يهدم حيث اعتمدوا مع الفلسفة اليونانية وجعلوها في وجه القرآن والسنة.
2- المجاهرة بالطعن في الدين وانتقاص عقائده والاعتراض على شرائعه في المجالس والمدارس والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى من صحف وإذاعة وتلفزة، وهاهم يعترضون على الأحكام المتعلقة بالمرأة من ميراث وطلاق وزواج يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية
أما بعد:
عباد الله: ومن المفاسد التي جناها علينا تقليد الكفار والمشركين:
3- حرية الأديان والأخلاق. فأصبح بعض الناس يرى أنه حر في نفسه يفعل ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويتدين بالدين الذي يشاء، الأمر الذي ضاع به الدين وفسدت الأخلاق وانتشرت الفوضى، ويحتجون بآيات من القرآن الكريم لا يصح الاحتجاج بها مثل لا إكراه في الدين. ومعناها الصحيح أنه لا يكره أحد ذو دين على مفارقة دينه، أما مفارقة المسلم لدينه والمجاهرة بالطعن فيه بين المسلمين وبلادهم فليس ذلك بحرية، ولكنه وحشية واعتداء على الإسلام والمسلمين بمقر دارهم قال: ((من بدل دينه فاقتلوه)).
4- تضييع الفرائض واستحلال المحرمات والتجاهر بالمنكرات، فالأمة الإسلامية أصبحت كالدول الأوربية في كل شيء، لا وجود لإقامة الصلاة في دوائرها، وتغشى المجاهرة بالمعاصي من ربا وخمر وزنا وتبرج واختلاط وسب الدين والملة بدون حياء ولا وجل ولا خوف. ولا خجل لا من الله ولا من الناس.
5- قصر الإيمان على القلب.
6- التركيز على إفساد المرأة وإخراجها من بيتها للتعليم ثم لغيره ومشاركة الرجل في أعماله الخارجية ولو كان هذا العمل لا يتلاءم مع أنوثتها فتشتت بذلك شمل الأسرة المسلمة وانتشر البغاء حتى أصبحنا نسمع عن الفتيات اللواتي يحملن وهن مازلن في الثانوية أو الجامعة.
كل هذا أيها المسلمون سببه تشبه من يدعون الإسلام بالكفار تحت شعار الحرية وحقوق الإنسان.
فاتقوا الله عباد الله واقتدوا بالصالحين وتشبهوا برسول الله وبحبه تفوزوا برضى رب العالمين. قال رسول الله: ((لن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان)) وروى الطبراني عن ابن عمر قال: قال رسول الله: ((يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين)).
اللهم حبب إلينا سنة رسوله والاقتداء بالسلف الصالح وأحينا على هديهم وأمتنا على ملتهم يا أرحم الراحمين