الإجازة الصيفية فرصة لذلك..
كتبت: سلام الشرابي
الإجازة الصيفية فرصة لذلك..
سلام الشرابي
جرس الساعة الذي كان يرن باكراً فارق مسمعهم مع حلول الإجازة الصيفية وجدران
المدرسة التي اعتادوها وحفظوها انتسبت إلى أفعال الماضي.
ودخلت الكتب المدرسية والدفاتر الدراسية في سبات صيفي طويل.. حينها تضيع
ساعات النهار في النوم ويقضي الأطفال ساعات الليل أمام شاشات التلفاز حتى
ساعة متأخرة ويعلن النظام استقالته من البيت،عندها يشعر الأهل بأن المشكلة
قد بدأت وأنها تكمن في أشهر تأتي بها السنة تسمى الإجازة الصيفية.
فهل تشكل الإجازة الصيفية مشكلة حقيقية.. وإن كانت بهذا الحجم الذي يقال
عنها من السلبية فلماذا لم يفكر التربويون في إعادة النظر فيها؟
تقول الدكتورة نجلاء بشور "اختصاصية بالعلوم التربوية": لم توضع العطلة
الصيفية بشكل عشوائي ولم توجد من غير سبب، فهي تشكل حاجة ماسة لكل من
المدرسين والطلاب والأهل أيضاً.. وعليه تحدد كل بلد إجازتها الصيفية في الفترة
الزمنية التي تقل فيها قدرة الناس على العطاء في العمل وبذل الجهد الذهني.
وحاجة الطالب إلى العطلة الصيفية حاجة جسدية وذهنية خاصة بعد الضغط الذي
يتعرض له جراء امتحانات آخر السنة التي يزداد فيها التوتر. وعلى الرغم من
أهمية الإجازة الصيفية إلا أن الدكتورة "نجلاء بشور" ترى أن مدتها طويلة إلى
حد ما لذلك يجب أن يتوفر فيها نشاط يفتقده الطلاب في أوقات الدراسة وتتحدث
د. "نجلاء بشور" عن خصائص هذا النشاط حيث تقول:
ـ يجب أن يكون هذا النشاط مختلفاً عن المدرسة ومنهاجها ونشاطاتها، وليس
استمرارا لها، فالمدرسة غير قادرة على تلبية جميع حاجات الطفل..
ـ أن يساهم في نمو متكامل لشخصية الطفل من خلال تنمية مهاراته وهواياته.
ـ أن يسد النشاط الصيفي نقصاً افتقده الطالب في مدرسته بسبب التزامها
بالمنهج الذي يكون في أحيان كثيرة على حساب نمو الشخصية المتكاملة لدى الطفل.
ـ الانضمام إلى المخيمات الصيفية التي يمكن أن تقدم ما لا تقدمه المدرسة
وتفسح له المجال الذي اقتصر على الدراسة والمناهج فقط.
ـ قد يحتاج بعض الأبناء إلى التقوية في مواد دراسية معينة نتيجة تقصيرهم
بها، فلا ضرر من ذلك شريطة أن تعطى بطريقة مختلفة وحيوية وبدون ضغط الامتحان
الذي يسببه للطالب ويجعله يحفظ فقط للحصول على درجات عالية لا للتعلم والتثقيف والتوعية.
وفي مثال على ذلك تقول د. "نجلاء بشور" إن احتاج الطالب مثلاً للتقوى في
اللغة العربية أو الإنكليزية يمكن أن يتضمن نشاطه الصيفي مطالعة القصص
باللغة العربية أو الإنكليزية؛ لأن كثرة القراءة ستزيد من رصيده اللغوي
وتساهم في تحسين لغته، ويفضل أن نختار قصصا تحكي لغته ومشاعره ليسترسل في
قراءتها ويتشرب المفردات اللغوية الصحيحة بشكل غير مباشر، وترى د. "نجلاء
بشور" أن ذلك أفضل من أن يأخذ التقوّي في المادة شكل القواعد اللغوية بشكل
مباشر؛ لأن الطالب في هذه الحالة لن يقبل على المذاكرة وبالتالي لن تتحقق
الفائدة، كما أن هذه القواعد موضوعة وبكثافة في المنهاج المدرسي.
وتتابع الدكتورة "نجلاء البشور" وبكل الأحوال فإن من الأشياء المهمة التي يجب
أن نحرص على استمرارها في العطلة الصيفية المطالعة، وخاصة القصص الهادفة
التي فيها العبرة والتشويق، وفي قصص الأنبياء وقصص الصحابة والصحابيات ما
فيه الخير لأبنائنا.
وتفضل د. "نجلاء بشور" أن تكون النشاطات الصيفية مشتركة بين الأهل والأبناء؛
إذ إنه من الضروري أن يلمس الأبناء هنا تغيير دور الأم أو الأب الذي كانا
يمارسانه في أيام الدراسة، وهو دور الأستاذ إلى دور المشارك من خلال انخراطهما معهم في بعض النشاطات الصيفية.
وتؤكد د. "نجلاء بشور" أن علينا أن نؤمن أن لكل ولد مفتاحا خاصا به نستطيع
من خلاله الدخول إليه والتعامل معه، وأن كل إنسان لديه إمكانات هائلة تبقى
مخبأة ومتوارية؛ لذا علينا أن نسعى لنكتشف هذه الإمكانيات ونظهرها وننميها
والإجازة الصيفية فرصة لذلك.
كتبت: سلام الشرابي
الإجازة الصيفية فرصة لذلك..
سلام الشرابي
جرس الساعة الذي كان يرن باكراً فارق مسمعهم مع حلول الإجازة الصيفية وجدران
المدرسة التي اعتادوها وحفظوها انتسبت إلى أفعال الماضي.
ودخلت الكتب المدرسية والدفاتر الدراسية في سبات صيفي طويل.. حينها تضيع
ساعات النهار في النوم ويقضي الأطفال ساعات الليل أمام شاشات التلفاز حتى
ساعة متأخرة ويعلن النظام استقالته من البيت،عندها يشعر الأهل بأن المشكلة
قد بدأت وأنها تكمن في أشهر تأتي بها السنة تسمى الإجازة الصيفية.
فهل تشكل الإجازة الصيفية مشكلة حقيقية.. وإن كانت بهذا الحجم الذي يقال
عنها من السلبية فلماذا لم يفكر التربويون في إعادة النظر فيها؟
تقول الدكتورة نجلاء بشور "اختصاصية بالعلوم التربوية": لم توضع العطلة
الصيفية بشكل عشوائي ولم توجد من غير سبب، فهي تشكل حاجة ماسة لكل من
المدرسين والطلاب والأهل أيضاً.. وعليه تحدد كل بلد إجازتها الصيفية في الفترة
الزمنية التي تقل فيها قدرة الناس على العطاء في العمل وبذل الجهد الذهني.
وحاجة الطالب إلى العطلة الصيفية حاجة جسدية وذهنية خاصة بعد الضغط الذي
يتعرض له جراء امتحانات آخر السنة التي يزداد فيها التوتر. وعلى الرغم من
أهمية الإجازة الصيفية إلا أن الدكتورة "نجلاء بشور" ترى أن مدتها طويلة إلى
حد ما لذلك يجب أن يتوفر فيها نشاط يفتقده الطلاب في أوقات الدراسة وتتحدث
د. "نجلاء بشور" عن خصائص هذا النشاط حيث تقول:
ـ يجب أن يكون هذا النشاط مختلفاً عن المدرسة ومنهاجها ونشاطاتها، وليس
استمرارا لها، فالمدرسة غير قادرة على تلبية جميع حاجات الطفل..
ـ أن يساهم في نمو متكامل لشخصية الطفل من خلال تنمية مهاراته وهواياته.
ـ أن يسد النشاط الصيفي نقصاً افتقده الطالب في مدرسته بسبب التزامها
بالمنهج الذي يكون في أحيان كثيرة على حساب نمو الشخصية المتكاملة لدى الطفل.
ـ الانضمام إلى المخيمات الصيفية التي يمكن أن تقدم ما لا تقدمه المدرسة
وتفسح له المجال الذي اقتصر على الدراسة والمناهج فقط.
ـ قد يحتاج بعض الأبناء إلى التقوية في مواد دراسية معينة نتيجة تقصيرهم
بها، فلا ضرر من ذلك شريطة أن تعطى بطريقة مختلفة وحيوية وبدون ضغط الامتحان
الذي يسببه للطالب ويجعله يحفظ فقط للحصول على درجات عالية لا للتعلم والتثقيف والتوعية.
وفي مثال على ذلك تقول د. "نجلاء بشور" إن احتاج الطالب مثلاً للتقوى في
اللغة العربية أو الإنكليزية يمكن أن يتضمن نشاطه الصيفي مطالعة القصص
باللغة العربية أو الإنكليزية؛ لأن كثرة القراءة ستزيد من رصيده اللغوي
وتساهم في تحسين لغته، ويفضل أن نختار قصصا تحكي لغته ومشاعره ليسترسل في
قراءتها ويتشرب المفردات اللغوية الصحيحة بشكل غير مباشر، وترى د. "نجلاء
بشور" أن ذلك أفضل من أن يأخذ التقوّي في المادة شكل القواعد اللغوية بشكل
مباشر؛ لأن الطالب في هذه الحالة لن يقبل على المذاكرة وبالتالي لن تتحقق
الفائدة، كما أن هذه القواعد موضوعة وبكثافة في المنهاج المدرسي.
وتتابع الدكتورة "نجلاء البشور" وبكل الأحوال فإن من الأشياء المهمة التي يجب
أن نحرص على استمرارها في العطلة الصيفية المطالعة، وخاصة القصص الهادفة
التي فيها العبرة والتشويق، وفي قصص الأنبياء وقصص الصحابة والصحابيات ما
فيه الخير لأبنائنا.
وتفضل د. "نجلاء بشور" أن تكون النشاطات الصيفية مشتركة بين الأهل والأبناء؛
إذ إنه من الضروري أن يلمس الأبناء هنا تغيير دور الأم أو الأب الذي كانا
يمارسانه في أيام الدراسة، وهو دور الأستاذ إلى دور المشارك من خلال انخراطهما معهم في بعض النشاطات الصيفية.
وتؤكد د. "نجلاء بشور" أن علينا أن نؤمن أن لكل ولد مفتاحا خاصا به نستطيع
من خلاله الدخول إليه والتعامل معه، وأن كل إنسان لديه إمكانات هائلة تبقى
مخبأة ومتوارية؛ لذا علينا أن نسعى لنكتشف هذه الإمكانيات ونظهرها وننميها
والإجازة الصيفية فرصة لذلك.