السلآمـ عليكمـ ورحمة الله وبركآتــه
اعذرني يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ..
فأنا عاهدت نفسي على عدم الكتابة دفاعاً عنك ..
ليس ضعفاً مني أو خوفاً على أحرفي من النفاد ..
لا .. يا رسول الله ..
ولكني لن أكتب لأنه لا جدوى من الكتابة ..
فهل حرفي سيزلزل الدنمارك ؟؟!!
أم أنه سيحرك النخوة والشهامة في قلوب بني قومي ؟؟!!
أم سيشعر به أولياء الأمر فتكون لهم كلمتهم تجاه ما حدث ؟؟!!
لا .. يا رسول الله ..
لم يعد جيلنا كجيل أصحابك وأتباعهم ..
نحن جيل الشجب والاستنكار ..
نحن جيل كثرة الأقوال وقلة الأفعال ..
لا .. يارسول الله ..
لن أكتب دفاعاً عنك وأنا أتلذذ بجبن بوك ولا أطيق البتزاء بدون الموزريللا ..
لن أكتب دفاعاً عنك وأنا بعدها بلحظات سأعيش حياتي وكأن شيء لم يكن ..
كان في وقتكم يا حبيبي لا يقر لأحد جفن قبل أن يُحقق ما يصبو إليه ..
وفي عهدنا ننام وقد تركنا هموم الإسلام جانباً وكأن أمره لا يعنينا ..
لا .. يا رسول الله ..
ألم تقل يا حبيبي :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" ؟!؟!
أليس الحب قولاً وعملاً ؟؟!!
أليس الحب دفاعاً عن المحبوب وتكون الروح فداء له ؟؟!!
للأسف يا رسول الله .. لا يوجد فينا من قدّم روحه فداء وواجه من استهزأ بك ..
لا .. يا رسول الله ..
لو كان عمر أو سعد أو مصعب هنا لما نام لهم جفن قبل الانتقام ..
ولكن ..
الكفر جمــع شــمــلــه علناً لكي يقضي عليكِ ويستذل قـــــواكِ
والمسلمون بحالهم شغلوا فما في القوم من يأتي لنيل رضاكِ
الـــكل عنكِ بنفسه مـتـشـاغـــلٌ ويــرى بــأن ســبــيلـه إعــلاكِ
وهنا العدو بدى يحرك رأســـه بشــمــاتة ويقول لـــن انــســاكِ
لا .. يا رسول الله ..
كنا نشتكي جرح واحدٍ فغدت ..
جراحنا اليوم أشكال وألوان ..
ولكن ماذا بيدي يا حبيبي أن أفعل وقد كبلتنا قيود وقيود منذ خضعنا لأمريكا وملكتنا الدنيا ..
العين تبكي من مصـــــابك أمتي فإلى متى يا أمتى نـنــعــــــاكِ
لو كان مصعب حاضراً لبدت به ناراً عليك وثار في أرجـــــاكِ
أســفــاً عليكِ وأنــتِ آخر أمـــة كيف الصعود إلى ذرى الأفلاكِ
وهنا جنودكِ أصبحوا في حالـة ترثى ولم يستحسنوا دعــــواكِ
لا .. يا رسول الله ..
ورغم كل هذا وذاك ..
رغم الجراح وصوت النواح ما زال في القلب أمل ..
جاءت البشارة قبل 14 قرناً من الزمان ..
" حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدَ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَومِ الْمُجْرِمينَ "
و ..
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنّةَ وَ لَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْا
مِن قَبْلِكُم مّستهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضرّاءُ
وَ زُلْزِلُوا حَتى يَقُولَ الرّسولُ وَ الّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ
مَتى نَصرُ اللّهِ أَلا إِنّ نَصرَ اللّهِ قَرِيبٌ "
فقد نحتاج لأمة عاملة أفعالها تجسّد أقوالها لترى ثمارها ..
لا .. يا رسول الله ..
لهذا كله كسّرت القلم ومزقت الورق ..
فأنا أنتظر فجراً سيبزغ في الأفق معلناً نصراً لنا ..
أنتظر عودة الروح الإسلامية لنفوس شبابنا ..
أنتظر شدة عمر وشجاعة مصعب ودهاء عمرو ..
أنتظر انتفاضة العملاق وتمرده بدواخلنا ..
وما ذلك على الله بعزيز ..